انعقد يوم الأحد 7 مارس 2021 في الساعة الثالثة مساءا لقاء تفاعلي جمع أعضاء نادي جسور القراءة من جديد حول مائدة النقاش لتحليل وتفكيك أفكار "كتاب نظام التفاهة" لأستاذ الفلسفة الكندي ألان دونو؛ اللقاء الذي شهد حضور أزيد من 15 قارئة وقارئ، من الباحثين عن الحقيقة بين السطور، والمتطلعين لأفق أوسع بين ثنايا الكتب هؤلاء القراء خلقوا حدث اليوم بآرائهم الغنية ومداخلاتهم البناءة.
ومن ذلك أهم الأفكار والإشكالات التي تم الوقوف عليها خلال هذا اللقاء تتجلى في:
الإشكالات:
إلى أي حد كانت ترجمة العنوان دقيقة لغويا ؟ هل تعمدت المترجمة أن تصيغ عنوانا صادما لأغراض تسويقية ؟
وهل يمكن أن نعتبر أطروحة الان دونو بخصوص سيطرة الميدوقراطية على جميع المؤساست ينطبق على عالمنا العربي ؟
ما دور المثقف في التصدي للتسطيح الذي يزرعه نظام الميدوقراطية في المجتمعات ؟
علاقة الرأسمالية بنظام التفاهة "الميوقراطية" ؟
ما هي الحلول الناجعة لمواجهة هذا النظام ؟
الأفكار:
الكتاب يناقش إشكالية الميدوقراطية أساسا، و ينتقد كيفية عمل مؤسسات المجتمع كافة بما في ذلك الجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية والشركات والجمعيات والحكومات، وكيف أنها أصبحت خاضعة لنظام الميدوقراطية: وهي كلمة تعني النظام الاجتماعي الذي تكون الطبقة المُسيطرة فيه هي طبقة الأشخاص التافهين، أو الذي تتمّ فيه مكافأة التفاهة والرداء عوضا عن الجدية والجودة... ويفيد كذلك "الدرجة الوُسطى بعد رفعها إلى منطقة السلطة
وقد اختزل الكاتب أسباب هذه الأزمة التي تعد ربما تطورا وامتدادا للرأسمالية في ثلاثة عوامل تبدو رئيسية وهي:
السبب الأول:
سوسيو إقتصادي (تنميط العمل وتشييئه): وذلك بسبب تغير مفهوم العمل في المجتمعات. يقول إن «المهنة» صارت «وظيفة». صار شاغلها يتعامل معها كوسيلة للبقاء لا غير. يمكن أن تعمل في مصنع تضع قطعة في سيارة ً عشر ساعات يوميا وأنت لا تجيد إصلاح عطل بسيط في سيارتك.
ويمكن أن تنتج غذاء ، وانت لا تقدر على شرائه، أوتبيع كتبا ومجلات وأنت لا تقرأ منها سطرا ، أنتهنئ صديقا على مقال كتبه وانت لم تقراه قط. بهذا يكون مفهوم العمل إنحدر إلى المتوسط و أشخاصه «متوسطين»، بالمعنى السلبي للكلمة. صار العمل مجرد أنماط.
السبب الثاني:
السياسة (حكم التكنوقراط واستبدال الاراده الشعبية بالمقبوليه الاجتماعية): ولدت جذور حكم التفاهة مع عهد مارغريت تاتشر. يقول انه يومها جاء التكنوقراط إلى الحكم. استبدلوا السياسة بمفهوم «الحوكمة»، واستبدلوا الإرادة الشعبية بمفهوم «المقبولية المجتمعية»، والمواطن بمقولة «الشريك». في النهاية صار الشأن العام تقنية «إدارة»، لا منظومة قيم ومثل ومبادئ ومفاهيم عليا. وصارت الدولة مجرد شركة خاصة. صارت المصلحة العامة مفهوما مغلق لمجموع المصالح الخاصة للأفراد. وصار السياسي تلك الصورة السخيفة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة ً «زمرته».
يعطي دونو نموذج عن التفاهة التي وصلت إليها الجامعات، فيقول دونو: إن "الخبير"، المستعد لبيع عقله. في مقابل "المثقف" الذي يحمل الالتزام بالقيم والمثل. ويرى دونو أن جامعات اليوم، التي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء، لا للمثقفين.
وهنا يعطي دونو مثالا برئيس جامعة كبرى قال إن "على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات". أو كما قال رئيس إحدى الشبكات الإعلامية الغربية الضخمة، من أن وظيفته هي أن يبيع للمعلن، الجزء المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين. هكذا صار كل شيء، والأهم أن الإنسان صار للاكتفاء، أو حتى لإرضاء حاجات "السوق.
وكذلك يعطي مثالا بشركة كوكا كولا التي مولت بحثا علميا مفاده أن سبب السمنة ليس هو المشروبات الغازية وإنما قلة الرياضة وهذا دليل على عدم استقلالية هذه الجهات وانما هي خاضعة للنظام الرأسمالي الذي لا يهمه سوى الربح مهمى كانت الوسيلة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق