‏إظهار الرسائل ذات التسميات جديد جسور. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جديد جسور. إظهار كافة الرسائل
الخميس، 23 فبراير 2023

الكاتبة أمينة الخربوع في ضيافة تلاميذ ثانوية المسجد التأهيلية

 

الكاتبة أمينة الخربوع في ضيافة تلاميذ ثانوية المسجد التأهيلية

نظمت جسور القراءة بشراكة مع ثانوية المسجد التأهيلية بالمديرية الإقليمية آنفا، يوم الخميس 23 فبراير 2023، لقاء مفتوحاً جمع الكاتبة الشابة أمينة الخربوع بتلاميذ  ثانوية المسجد التأهيلية، اللقاء الذي احتضنه فضاء المكتبة الثانوية كان فرصة للتلاميذ للتعرف عن قرب على مسار الأستاذة أمينة الأدبي والمهني.

افتتح اللقاء بكلمة للأستاذ محمد أفنوني مدير الثانوية منوها فيها بمثل هذه اللقاءات المشجعة على فعل القراءة، كما تناول الكلمة رئيس جمعية جسور القراءة السيد عبد الفتاح مجاهد معربا عن سعادته بالتنسيق مع المؤسسة لتنظيم هذا النشاط واستضافة الكاتبة، كما عرف هذا اللقاء تقديم توطئة وقراءة في رواية الكاتبة أمينة الخربوع المعنونة بـ "مريض الغرفة 7" من طرف أستاذ الفلسفة سعيد أرجدان. ثم تناولت الأستاذة أمينة الخربوع ضيفة اللقاء الكلمة مسلطة الضوء على عملها الروائي، قبل أن يفتتح النقاش في جو تفاعلي بين التلاميذ والكاتبة أمينة.

يأتي هذا اللقاء في إطار الحملة التحسيسية التي تنظمها جسور القراءة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع التواصل، والتي تنظم تحت شعار القراءة وعي بالذات وانفتاح على العالم. قصد تشجيع و ترسيخ الفعل القرائي بالمؤسسة بحضور الشاعرة و الكاتبة الشابة أمينة الخربوع للاطلاع على كتاباتها المتنوعة و الغنية وخاصة روايتها " مريض الغرفة7". وكذا في إطار المجهودات المبذولة لتفعيل أدوار نوادي الحياة المدرسية وتشجيع التلميذات والتلاميذ على الانخراط الايجابي فيها.

اللقاء كان من إشراف كل من الأستاذة جميلة احماموش والأستاذ سعيد أرجدان الذي أعد قراءة للرواية و الأستاذ عبد الهادي ايت الخاضر والقيمة على المكتبة. 



الأحد، 12 فبراير 2023

ناقش فرع الحي الحسني كتاب "لن تتكلم لغتي"

  

ناقش فرع الحي الحسني كتاب "لن تتكلم لغتي"

    بعد كتاب "الأدب والغرابة" ناقشت جمعيةُ جسور القراءة فرع الحي الحسني كتاب "لن تتكلم لغتي" للكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو، وذلك يوم الأحد 12 فبراير 2023.

    افتتحُ النقاش بكلمة مسير اللقاء الذي رحَّب بجميع الحاضرين، ليمنح الكلمة لكل عضو لتقديم نفسه. مبرزا دور جسور للقراءة في فتح الباب أمام الجميع من مختلف المرجعيات الفكرية بهدف تقاسم الأفكار والمعلومات.

    منتقلا للتعريف بالكاتب عبد الفتاح كيليطو الحائز مؤخرا على جائزة الشارقة. كونه من النقاد المغاربة الذين راكموا التجريب في الكتابة النقدية. متحدثا عن مؤلفاته المتسمة بالتعدد والتنوع، معتبرا إياها مشروعا واضح المعالم.

    ليترك الكلمة للحاضرين لمناقشة العنوان والغلاف، اللذان عدّا أول عتبة يواجهها المتلقي، معتبرين عنوان الكتاب "لن تتلكم لغتي" أن مرسل ما. ينفي التكلم بلغته لمخاطب معين. أما الغلاف فهو مشهد يصور حالة العرب. وبعد دراسة الموازيات النصية من عنوان وغلاف، سافرنا مع كيليطو إلى نصه، عبر مناقشة  فصول الكتاب.

    بعدما اعتبر أعضاء النقاش أن مقدمة الكتاب تصور انبهار العربي بالغرب، مقدما الكاتب بالأديب المنفلوطي الذي كان مترجما من الفرنسية رغم توجهه المحافظ. محاولا كيليطو وضع الهمداني وأبي العلاء المعري في المرآة من خلال الاتيان بمقابل لهما في الأدب الغربي أمثال دانتي. وبعدما تأتت له هذه الفرصة بحث في مشكلة الترجمة والترجمان المتجلي في ترجمة الفلسفة اليونانية إلى العرب، وصعوبة ترجمة الشعر العربي إلى الغرب.

    ما جعله يقع في وهم الترجمة وخيانة المعنى وهذا ما اعتبره كيليطو من خلال ترجمة ابن رشد لكتاب "فن الشعر" لأرسطو. منتقلا إلى ابن بطوطة ورحلته، مبرزا سكونه وحركته، فهو دائما ما يبحث عن السكون والاستقرار، لكن الحركة تخول له السمو والوصول إلى المعالي، مثله مثل اللغة فإنها مرتبطة دائما بالحركة، لأن السكون موت لها.

    مبرزا كيليطو التصاوير عند ابن بطوطة، وكيف تخيل العالم الآخر المتمثل في الصين والهند عبر ثنائية الأنا والآخر، والشيء نفسه وقع للرحالة المغربي الصفار. ليصل إلى المنزلة بين المنزلتين، والتي عاشها فارس الشدياق كونه شاعرا مغربيا حاول التكسب في القرن التاسع عشر، ما دفع به لأن يعيش التشظي بين العالمين( العرب والغرب).

ليختتم الكتاب بآخر محور موسوم ب لا تتكلم لغتي ولن تتكلمها، فهو تعبير صريح على صعوبة التكلم بلغة كيليطو.

    ختاما طرح مسير النقاش سؤالا: ماهي الانتقادات الموجهة للكتاب؟، وهذا ما يفعله كيليطو يطرح أسئلة عميقة دون إجابات، تدفع بالمتلقي إلى فلسفة القلق والتفكير محاولا الإجابة عنها ، كما عرف اللقاء حضور بعض الضيوف الجدد الذين ساهموا في إغناء النقاش والتفاعل، والرفع من مستوى الحوار الراقي والإيجابي.

الاثنين، 30 يناير 2023

مناقشة كتاب الأدب والغرابة - لعبد الفتاح كيليطو بحي الحسني



مناقشة كتاب الأدب والغرابة - لعبد الفتاح كيليطو بحي الحسني

     ناقش أعضاء جسور القراءة، بمقهى الأنس بالحي الحسني كتاب "الأدب والغرابة" للكاتب عبد الفتاح كيليطو، ويدخل كتاب الأدب والغرابة ضمن مجال علوم اللغة، وفروعها المرتبطة بها، مثل؛ الشعر، والقواعد النحوية، والصرف، والأدب، والبلاغة، والآداب العربية، ويكتسب هذا الكتاب أهمية خاصة لدى المتخصصين والباحثين في علوم اللغة العربية.

    يُعتبر من أهم كتب النقد الأدبي في القرن العشرين، والذي كان البداية لتأسيس كيليطو مشروعه النقدي، إذ طبق فيه كيليطو المناهج الحديثة في النقد على الثقافة العربية الكلاسيكية، وينقسم الكتاب إلى قسمين، إذ يشرح كيليطو في القسم الأول منه بعض المفاهيم والمصطلحات النقدية، مثل؛ النص، والأدب، والشاعر، وتاريخ الأدب، وقواعد السرد، والنوع، والنوع الأدبي، أما القسم الثاني فيذكر فيه بعض التطبيقات النصية حول الثقافة العربية الكلاسيكية، إذ قام بتفسيرها وتأويلها، مثل؛ أسرار البلاغة، ومقامات الحريري، ومقامات الزمخشري، وحكايات السندباد، وألف ليلة وليلة، والجرجاني.

    يُعد عبد الفتاح كيليطو من أبرز النقاد العرب، والباحثين، والمجددين في الدراسات الأدبية العربية، إذ ساعد على إخراجها من الدائرة التقليدية والنمطية المتعارف عليها، كما استخدم قراءاته الكثيرة في الأدب الحديث العربي، والعالمي؛ كالفرنسي، والإسباني، والألماني في إثراء الأدب العربي القديم، وتوضيح جوانبه الغامضة، وقد أسهمت نظرياته الأدبية غير التقليدية في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي، والحكائي والعجائبي، العربي.



الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022

الورشة الافتتاحية لثانوية محمد الكغاط التأهيلية


الورشة الافتتاحية لثانوية محمد الكغاط التأهيلية

 في إطار تفعيل الشراكة الموقعة بين جمعية جسور القراءة وثانوية محمد الكغاط التأهيلية التابعة للمديرية الإقليمية النواصر، نظّمت جسور القراءة صبيحة يوم الثلاثاء 27 دجنبر 2022 ابتداء من الساعة العاشرة والنصف، ورشة افتتاحية لحملة إقرأ، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية.


 وقد عرف اللقاء حضور كل من السيد عبد الفتاح مجاهد رئيس جمعية جسور القراءة، والسيدة حنان ناصر مديرة ثانوية محمد الكغاط التأهيلية، والسيد المهدي فكري أستاذ اللغة العربية بالمؤسسة وحلقة الوصل بين جسور القراءة والإدارة التربوية، والسيدة فدوى حرار إطار الدعم التربوي بالمؤسسة.


كما شهد اللقاء مشاركة مهمة من تلاميذ وتلميذات المؤسسة الذين تجاوز عددهم السبعين تلميذا.


وقد افتتحت الورشة في نصفها الأول بكلمة ترحيبية من السيدة المديرة تلتها كلمة الأستاذ المهدي فكري الذي ذكّر فيها التلاميذ والتلميذات بأهمية لغة الضاد ومكانتها الحضارية بين اللغات، ثم قدم بعد ذلك السيد عبد الفتاح مجاهد كلمته حول مشروع جسور القراءة الوطني وأهمية القراءة بشكل عام، ودورها الفعال في تنمية قدرات الأفراد الشخصية وتعزيز قيم المواطنة والرقي بالمجتمع.


في حين عرف النصف الثاني من الورشة مسابقة ثقافية معرفية حول اللغة العربية وآدابها، وشارك فيها بشكل تفاعلي جميع التلاميذ والتلميذات الحاضرين والحاضرات بكل حماس وحيوية، وفي انتظار تصحيح نتائج المسابقة من طرف اللجنة الثقافية المختصة، نحب أن نذكر بأن الفائزين التسع الأوائل حسب النتائح التي سيعلن عنها في اللقاء المقبل، تنتظرهم جوائز تحفيزية عبارة عن كتب أدبية وفكرية متنوعة.


وقبيل اختتام الورشة تم تحديد موعد اللقاء المقبل في يوم السبت 14 يناير 2023، وتم تحديد عنوان الكتاب محل النقاش بشكل ديموقراطي تشاركي مع التلاميذ والتلميذات الذين صوتوا على كتاب: ماجدولين "تحت ظلال الزيزفون" للكاتب أنفوس كارل وترجمة الاديب مصطفى لطفي المنفلوطي.


وفي الأخير نحب أن نشكر في جسور القراءة بشكل خاص، الإدارة التربوية لمؤسسة ثانوية محمد الكغاط التأهيلية والممثلة في شخص السيدة المديرة حنان ناصر على كل ما قامت به من مجهودات، وكذلك على حفاوة الاستقبال الجميل لرئيس وأعضاء جسور القراءة، وللأطر التربوية بالمؤسسة التي ساهمت بدورها في نجاح الورشة.

الأحد، 11 ديسمبر 2022

جسور تنظم محاضرة بعنوان "تطوير اللغة العربية – جهود وتحديات"



جسور تنظم محاضرة بعنوان "تطوير اللغة العربية – جهود وتحديات"

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف 12 دجنبر من كل سنة، تنظم جسور القراءة محاضرة بعنوان "تطوير اللغة العربية – جهود وتحديات"، من تأطير الدكتور منير بن رحال، وتسيير الباحثة في سلك الدكتورة أمينة الخربوع، وذلك يوم السبت 17 دجنبر 2022، بالمكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، ابتداء من الساعة الثالثة زوالا.

 

تعد اللغة جانب مهم فى الحضارة لا يمكن إغفاله، فهي مفتاح كل ثقافة، والركيزة الأولى فى بنائها ، واللغة العربية هى إحدى اللغات السامية المتميزة ، بكثرة مبانيها، ومعانيها، وتفرُّع اشتقاقاتها، وتراكيبها، يعتبر تطوير اللغة للحفاظ على مقوماتها أمر لا مناص منه، فقد كانت ولا تزال معبرة عن فكر العربىّ، ومكنون شعوره، وهى مرآة لقيمه، وعقائده، وقد استطاعت أن تواكب فى مرونة ظاهرة وباهرة ما استحدثته الحضارة عبر تاريخها الطويل من علوم وفنون.

 

وتمثل معاجمنا العربية هذا النشاط اللغوى، ونموه؛ إذ كانت البداية فى نقل التراث العربى، سواء قبل الإسلام أو بعده عن طريق ثلاث طرق؛ هى السماع والرواية والتدوين، وعندما نشطت حركة التأليف والترجمة، تراجعت طريقتا السماع والرواية وغلبت طريقة التدوين.

 

الدكتور منير بن رحال ، من مواليد الدار البيضاء 21دجنبر1979، أستاذ التعليم العالي، بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسييرENCG جامعة شعيب الدكالي بالجديدة. دكتوراه في خطاب ومهن الإشهار في موضوع :سؤال القيم في الخطاب الإشهاري( دراسة في اللغة والإقناع) ،من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك / المحمدية سنة 2014. صدرت له رواية تحمل عنوان "شمال الروح، يزهر ربيع آخر"، وهي رواية فائزة بجائزة الرواية في المغرب 2014، وأيضا رواية سيجدك الحب حينما لا تتوقعه وهي أيضا رواية فائزة بجائزة سلمي الثقافية 2022، كما له كتاب جماعي بعنوان "الأنا والآخر"، والعديد من المقالات والمشاركات العلمية...

الجمعة، 25 نوفمبر 2022

أول نادي ينافس على درع جسور القراءة



أول نادي ينافس على درع جسور القراءة


عقد نادي القراءة و الإبداع بثانوية مولاي يوسف التابعة للمديرية الإقليمية سيدي البرنوصي، عشية يوم الجمعة 25 نونبر 2022، جمعه العام التأسيسي، وذلك استعدادا للمنافسة الجهوية حول درع جسور القراءة في نسخته الأولى على صعيد جهة الدارالبيضاء -سطات، وذلك في إطار  الشراكة المبرمة بين جسور القراءة والمؤسسات التعليمية بدعم من وزارة الشباب والثقافة - قطاع الثقافة.

 

شهد اللقاء حضور مجموعة من التلاميذ من مخلتف المستويات الدراسية الشغوفين بالقراءة والإبداع الفني بمختلف تمثلاته، ممن سنحت لهم فرصة تأثيث وتنشيط الحياة المدرسية. وذلك بتأطير وتوجيه كل من الأساتذة سليم ياسين، أمينة أوتموحين وحنان وعزي.


افتتح المشرفون  على النادي اللقاء بكلمة ترحيبية بالحضور وضيوف النادي، لتليها فقرة تحسيسية حول القراءة  التي تعتبر ضرورة ملحة وواقعها بمجتمعاتنا العربية، فالقراءة تظل متعة متجددة لا تتوقف،  ليتم بعدها تقديم دواعي التأسيس والأهداف العامة للنادي التي كان أبرزها التشجيع على القراءة والمطالعة، التدرب على مهارات الإلقاء والخطابة، إغناء الرصيد اللغوي، تمكين المتعلم من المهارات اللغوية وإنماء الحس الإبداعي والنقدي لدى المتعلم.

  تم التذكير بأن تفعيل النادي كان مجرد مسألة وقت في ظل وجود العديد من الطاقات والمواهب التي تتوفر عليها المؤسسة، بعد ذلك تم إلقاء نظرة على مجمل الأنشطة المزمع تنظيمها خلال الموسم الدراسي 2022-2023 من: موائد مستديرة، ورشات تكوينية، لقاءات فكرية، تربوية ومسابقات تحفيزية. ليتم تفصيل كل نقطة على حدة، الموائد المستديرة ستعرف تبادل الأفكار ومناقشة الكتب المقروءة باللغات العربية، الفرنسية والإنجليزية.



بينما التكوينات  ستشهد ورشة تكوينية  على مستوى الكتابة الإبداعية، ورشة الإلقاء والخطابة من طرف أساتذة مؤطرين بالمجال، بالإضافة لورشة فن المناظرات التي ستختتم بمسابقة محلية وسيتسلم المشاركين بالورشات شواهد المشاركة بعد الانتهاء من التكوين.


 

البرنامج لن يخلو كذلك من تنظيم ملتقيات ولقاءات ذات طابع اشعاعي تستضيف من خلالها المؤسسة شخصيات ثقافية وفكرية تكريما لها وفرصة لتعرف عليها عن قرب من طرف التلاميذ.

وفي إطار التحفيز والتنافس الشريف بين مختلف التلاميذ سيعرف  البرنامج السنوي تنظيم مجموعة من المسابقات المحلية  تشمل مختلف الأشكال الإبداعية من رسم، شعر والكتابة الإبداعية على غرار مشاركة المؤسسة والنادي بالمسابقات الجهوية (درع جسور القراءة) والوطنية (المسابقة الوطنية للقراءة). 



السبت، 19 نوفمبر 2022

المغرب بعد 66 عاما من الإستقلال "الإنجازات و الاصلاحات"


المغرب بعد 66 عاما من الإستقلال "الإنجازات والاصلاحات"



 في إطار الشراكة المبرمة بين جمعية جسور القراءة   وجمعية آباء وأولياء التلاميذ بالثانوية الإعدادية طرفة بن العبد التابعة  للمديرية الإقليمية سيدي البرنوصي، نظمت هاته الأخير عشية يوم السبت 19 نونبر 2022 بتنسيق مع الجمعية وبإشراف الأستاذة سهام عيار  مائدة مستديرة تحت عنوان "المغرب بعد 66 عاما من الإستقلال الإنجازات والاصلاحات"، وذلك احتفاء بالذكرى السابعة بعد الستين لاستقلال المملكة المغربية.


شهد النقاش تبادلا للمعلومات والأحداث التاريخية التي عرفها المغرب على مدار سنوات  ما بعد الإستقلال من إصلاحات بمختلف القطاعات، فكان تدخل التلميذتين ياسمين السيافي وهدى بولحروف  حول  الإصلاحات التي عرفها المجال الإجتماعي خصوصا في الحقبة الأخيرة التي عرفت طفرة نوعية على مستوى الحريات العامة، حقوق الإنسان، المرأة ودعم الفئات الهشة وذلك تحت السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.


بينما التلميذ آدم أزناك والتلميذة دعاء مسكيني كان لهما رأي آخر يهم القطاعين الحيويين التعليم والصحة، اللذين لم يجدا الطريق الصحيح نحو التقدم مقارنة بباقي الدول بالرغم من محاولات الإصلاح التي شملها التعليم من مخططات وتغييرات شملت لغة التدريس والمناهج، بينما  ظل القطاع الصحي  يعاني من اختلالات نسبية  من أجل الحصول على عرض صحي منظم ومتاح للجميع.   



في حين أشادت كل من التلميذتين ضياف غزلان وهالة بلبهلول بالأولوية التي حظي بها القطاع الفلاحي خصوصا مع سياسة بناء السدود في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والمخططات التي تم إنجازها من مخطط أخضر واتفاقيات الصيد البحري ومناصب الشغل المحدثة، حيث ظلت المنتوجات الفلاحية إلى وقت قريب تتصدر قائمة صادرات المملكة واعتبرت الفلاحة محركا للنمو.


 كما ثمن التلاميذ الحاضرون المشاريع الضخمة على حد قولهم من بنيات تحتية، طرق سيارة تربط الشمال بالجنوب وموانئ بحرية ذات معايير دولية أبرزها ميناء طنجة المتوسط بالإضافة للقطار الفائق السرعة البراق، دون نسيان سياسة النجاعة الطاقية ومشاريع الطاقة الريحية والشمسية التي يعتبر المغرب رائدا من خلالها في هذا المجال. 


المغرب بلد الأمن والأمان هكذا عبر  رشيد باختي  و ندير الشرقاوي الترماسي عن القطاع العسكري والطبيعة التي يتسم بها الجيش المغربي وعلاقته بالمؤسسة الملكية في ظل المتغيرات المجالية بدول الجوار حيث ظل مستقلا عن السياسة مدافعا عن الوحدة الترابية، سباقا للتدخلات الميدانية ومنفتحا على الشراكات الاستراتيجية مع الدول الرائدة عسكريا مما يجعله سباقا للتسليح بأحدث المعدات العسكرية في حين يظل الجهاز الاستخبارتي المغربي من أقوى الأجهزة على الصعيد الدولي بشهادة الجميع. لكن المنعطف الاستراتيجي الذي شهدته المملكة المغربية عرفته العلاقات الخارجية للمملكة حيث عبر مولود طه و أيوب  أرقيقوان عن ذلك من خلال عرض لمختلف التطورات الحديثة التي شهدتها الدبلوماسية المغربية خلال العشر  سنوات الأخيرة  تحت قيادة الوزير المكلف بالقطاع ناصر بوريطة  بتعليمات سامية من الملك محمد السادس.


 وقد كان النقاش غنيا بالمعلومات القيمة وبمشاركة الأستاذ سليم ياسين ممثلا عن جمعية جسور القراءة ، الأستاذة سناء بوشقفة والسيد محمد بولحروف ممثلين عن جمعية الآباءو أولياء التلاميذ. 

 


الجمعة، 18 نوفمبر 2022

جسور القراءة تطلق مسابقة خاصة بنوادي القراءة

 

جسور تطلق مسابقة خاصة بنوادي القراء 

في إطار الحملة التحسيسية بالقراءة، التي تنظمها جسور القراءة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، وبتعاون مع المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تحت شعار : "القراءة وعي بالذات وانفتاح على العالم"، تعلن جسور عن إطلاق مسابقة تنافسية خاصة بالنوادي القراءة بالمؤسسات التعليمية بجهة الدار البيضاء – سطات.


وستتنافس المؤسسات التعليمية سواء العمومية أو الخاصة، الراغبة في المشاركة على لقب درع القراءة، والذي من خلاله سيتم تتويج أحسن نادي للقراءة خلال الموسم الدراسي 2023/2022.


تهدف حملة "إقرأ IQ’raa" التحسيسية، إلى تنمية الوعي بأهمية القراءة ومطالعة الكتب في صفوف الناشئة، وتمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار، ودعم قيمهم الوطنية والإنسانية؛ إذ تتمثل رسالته في إحداث نهضة في القراءة عبر جعلها أولوية لدى فئات المجتمع، من خلال إثراء الحياة المدرسية، كما يؤسس إلى العناية بكتب الناشئة، وتشجيع المؤسسات العمومية كالمدرسة، والمشاركات المجتمعية الداعمة للقراءة، عبر تقديم مشروعات ثقافية نموذجية مستدامة، وفق خطة تتوافق مع رؤية الإستراتجية للتربية والتكوين 2030.


شروط المشاركة :

1- أن تكون المؤسسة الراغبة في المشاركة تنتمي للمديريات الإقليمية التابعة للأكاديمية الجهوية لجهة الدار البيضاء – سطات.

2- أن يكون لها نادي / ستؤسس نادي يكون من ضمن أهدافه التشجيع على القراءة.

3- ملء طلب التسجيل عبر الرابط الإلكتروني التالي : استمارة التسجيل وذلك قبل متم شهر دجنبر 2022.

4- الإشعار القبلي بتنظيم النشاط، مع إرفاقه بملصق الإشهاري.

5- الإلتزام برفع تقارير دورية عن الأنشطة المنجزة للبريد الإلكتروني المخصص لذلك.


معايير التحكيمية :

سيتم الاعتماد في هذه المسابقة على سلم تنقيطي لكل نشاط يتم إنجازه على الشكل التالي :

✓ استضافة كاتب أو شخصية ثقافية        100 نقطة

✓ ورشة تحسيسية بالقراءة        25 نقطة

✓ مدارسة كتاب أو مناقشة موضوع ثقافي         50 نقطة

✓ الاحتفاء بالتواريخ والمناسبات المرتبطة بالكتاب* 150 نقطة

✓ تنظيم زيارات ميدانية للمكتبات ومعارض الكتب 200 نقطة


كما سيتم تخصيص سلم تنقيطي خاص بالجوانب التنظيمية، من حسن تنظيم واستقبال، وكذا جودة التقارير ومدى تسليمها، بالإضافة للجانب الاعلامي من ملصق اشهاري وصور او فيديوهات توثيقية الأنشطة...

سيعهد تقييم المؤسسات للجنة المسابقة، على أن يتم الإعلان عن الإنجازات بشكل دوري لكل مؤسسة عن حدا.


تواريخ مهمة:

- 20 نونبر 2022: الإعلان عن المسابقة.

- 21 نونبر 2022: فتح باب التسجيل.

- 30 دجنبر 2022: نهاية التسجيل.

- 05 يناير 2023 الإعلان عن المؤسسات المشاركة بالمسابقة.

- 10 ماي 2023 نهاية المسابقة حفل التتويج


للتواصل: 

للمزيد من المعلومات والتواصل يمكن مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني Ponts.Lecture@Outlook.Com، أو عبر رقم تطبيق الواتساب 212.701.070.612+


* اليوم العالمي للشعر، اليوم العالمي للكتاب، اليوم الوطني للقراءة، اليوم العالمي للغة العربية، اليوم العالمي للفلسفة،

الاثنين، 14 نوفمبر 2022

جسور الرباط تسلط الضوء على رواية المرأة والوردة لمحمد زفزاف

 

جسور الرباط تسلط الضوء على رواية المرأة والوردة لمحمد زفزاف

    سلطت جسور القراءة بمدينة الرباط (العاصمة الثقافية الإفريقية)، أمس الأحد الضوء على رواية من روايات الكاتب محمد زفزاف، التي اعتبرها البعض من روائع الروايات العربية، وهي رواية المرأة والوردة، من خلال هذه الرواية تم الوقوف على سمات وخصوصيات هذه الرواية المأثورة، التي تعتبر من أنضج نصوص زفزاف، وذلك لأنها شكلت مسارا حاسما من مسارات تألق الرواية المغربية الحديثة، إن على مستوى المضمون أو على مستوى السمات.


    شكلت كتابة الكاتب المغربي محمد زفزاف، علامة فارقة في الأدب المغربي والعربي معا، محمد الزفزاف الكاتب الكبير، الذي لاتزال نصوصه تحقق في مضمار السرد تألقا يشهد به، كتابته تفيض بمختلف أنواع المشاعر التي تختلج أعماق المسحوقين والمنبوذين، الذين جعلهم زفزاف وغيره من كتاب الهامش يصرخون بأصوات ناقمة وغاضبة في الأدب.


    بتتبع خيوط السرد، نجد أن الرواية تصور لنا تجربة محمد الشاب الذي سحقه الفقر، لذلك هاجر إلى إسبانيا هروبا من عنف العطالة، لأن الكتب التي قرأها لم توفر له الخبز، فقد كان يعتقد أن الهجرة إلى أوربا هي الخلاص من حياة الجوع، التي اكتوى بجمرها في مدينة الدار البيضاء، ولذلك وبمجرد وصوله إلى اسبانيا سيشعر أنه وصل إلى جنة عدن، حيث ستصبح رحلة البحث عن الخبز مجرد ايهام يومن به الكاتب، لكن في الحقيقة محمد كان كغيره من الشبان العرب، تواقا إلى حياة مختلفة عن حياة اليأس التي يتخبط فيها، وهذا ماسيجعله وهو في «طوريمولينوس» يتسكع في(عوالم الجنس، والخمر، والشذوذ، والعبث واللامبالاة…ويظهر أن محمدا قد تحمس، أو ربما كان مهيأ لهذا النمط من الحياة العابثة).


    ولعل الصورة التي يود الكاتب تثبيتها في أذهان المتلقي باختياره لبطل مهاجر، هي صورة الشاب العربي الذي يهاجر إلى أوربا، والذي يفتتن بإغراءات المجتمع الأوربي(الحرية، الانفتاح، الجنس)، حيث تصبح الفحولة هي مصدر ثقة وقوة وفخر للشاب العربي الفقير أمام أجساد النساء الفتية، أي أنها تشكل له ميزا أمام المرأة الأوربية التي تبحث هي الأخرى عن الدفء الجسدي في أحضان الرجل العربي، إن هذه الرغبة الملحة في إخفاء الفقر وإثبات الفحولة مع الشقراوات، هي التي تظل هاجسا عند محمد وهو في طوريمولينوس، معلنا ذلك بقوله: (سأظل ماشيا وسأخفي رائحة السردين وسأحيي فتيات جميلات وأغازلهن، وسأدعوهن رغم أنني لا أملك سوى عضو أنهكته حرب الاستنزاف من أجل لقمة العيش).


    ويبدو أن البطل في هذه الروايات إنما يبرز شيئا واحدا وهو أن الشاب العربي المهاجر إنما يعيش في أوربا من أجل إنعاش رغبته الجامحة، متحررا من أغلال الكبت التي تقيده وسط مجتمعه العربي… إنها غواية استكشاف الذات والجسد، غواية ظل يخفيها في مجتمع تطوقه مبادئ الدين والأعراف والتقاليد، لذلك وبمجرد وصوله إلى أوربا سيتخذ من العبث واللامبالاة نمط عيش، ولكن رغم هذا العبث واللامبالاة والحرية المطلقة التي يعيشها في مجتمع أوربي منفتح، إلا أن الشاب العربي المهاجر يظل مقهورا تحت وطأة الغربة، وهذه الغربة القاتلة كانت من المواضيع التي طرحها زفزاف في «المرأة والوردة»، فالكاتب كأنه هنا يود التأكيد على أن الشاب العربي المهاجر قد ينسى عطالته وسط تلك العوالم المغرية، إلا أنه لا ينسى أنه يعيش وسط مجتمع يهدده بالعنصرية، فهو في نهاية المطاف يبقى غريبا لأنه يتواجد خارج حدود وطنه.


    استطاع إزفزاف، الذي في هذه الرواية أن يطرح مجموعة من المواضيع مثل: الهجرة، والغربة، وصورة الأنا في مرايا الأخر. كلها مواضيع طرحها في روايته "المرأة والوردة" بلغة شفافة، نخال أنها عادية، وبسيطة، لكنها في الحقيقة لغة مجازية، تنحو نحو الاقتصاد، والتكثيف، لغة تضم في عمقها مجموعة من الإيحاءات الرمزية.



الخميس، 10 نوفمبر 2022

جسور القراءة تعلن عن انطلاق حملة تحسيسية بالقراءة

 

جسور القراءة تعلن عن انطلاق حملة تحسيسية بالقراءة

      تستعد جسور  القراءة بمدينة الدار البيضاء لإعطاء الإنطلاقة الفعلية للحملة التحسيسية بأهمية القراءة ومطالعة الكتب، الحملة التي تتخذ من "القراءة وعي بالذات وانفتاح على العالم" كشعار لها، سيتم تنظيمها على مستوى المؤسسات التعليمية بجهة الدار البيضاء - سطات، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ابتداء من 15 نونبر 2022، وإلى غاية اليوم الوطني للقراءة الذي يصادف 10 ماي من كل سنة.


        تهدف حملة "إقرأ IQ’raa" تنمية الوعي بأهمية القراءة ومطالعة الكتب في صفوف الناشئة، وتمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار، ودعم قيمهم الوطنية والإنسانية؛ إذ تتمثل رسالته في إحداث نهضة في القراءة عبر جعلها أولوية لدى فئات المجتمع، ويسهم المشروع في تصدر شبابنا وأطفالنا ثقافيًّا من خلال إثراء الحياة المدرسية، كما يؤسس إلى العناية بكتب الناشئة، وتشجيع المؤسسات العمومية كالمدرسة، والمشاركات المجتمعية الداعمة للقراءة، عبر تقديم مشروعات ثقافية نموذجية مستدامة. وذلك وفق خطة تتوافق مع رؤية الإستراتجية للتربية والتكوين 2030.


    سيتم خلال هذه الحملة تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية والتأطيرية، التي تهدف بالضرورة إعلاء من شأن الكتاب في صفوف تلاميذ المؤسسات العمومية بصفة خاصة، والأطفال واليافعين بصفة عامة.


    تأتي حملة إقرأ IQr’aa، تعزيزاً لثقافة القراءة وأهميتها وترسيخها في الأوساط المجتمعية، تهدف جسور القراءة من خلاله تشجيع عموم المهتمين والشغوفين والراغبين على القراءة، وتعزز في نفوسهم حبّ المطالعة، بمختلف مؤسسات العمومية بجهة الدار البيضاء - سطات.

الاثنين، 31 أكتوبر 2022

من لقاء جسور أكادير - "بحثا عن الشمس : من قونية إلى دمشق"

 

من لقاء جسور أكادير -  "بحثا عن الشمس : من قونية إلى دمشق"



عقدت جسور القراءة أمس الأحد بنادي المدرس بتالبرجت بمدينة أكادير، لقاء القراء في مناقشة لكتاب "بحثا عن الشمس : من قونية إلى دمشق -مولانا جلال الدين الرومي وشيخه شمس الدين التبريزي"، للكاتب عطاء الله تدين الأديب الفارسي، (عن دار نينوى- دمشق ـ ترجمه عن الفارسية عيسى علي العاكوب).


الكتاب الذي يؤرخ من خلاله عطاء الله تدين للقاء شمس بالرومي في السادس والعشرين من جماد الثاني من عام 642 هـ، يسعى عطاء الله تديّن إلى اقتفاء أثر جلال الدين الرومي (1207- 1273) ومرشده شمس الدين التبريزي، في كتابه المرجعي «بحثاً عن الشمس: من قونية إلى دمشق»، في إجابة منه عن سؤال يتعلّق بعلاقة جلال الدين الرومي بمعلّمه شمس الدين التبريزي. العلاقة التي تسمت بالغموض، إثر مغادرة المعلّم قونية فجأة، بعد 16 شهراً من الإقامة فيها، متجهاً إلى دمشق.


حرص عطاء الله في كتابه هذا على تفكيك جوهر هذه العلاقة الغامضة بين الرجلين. رغم توغّله في عمق هذه العلاقة الفكرية والروحية، متكئاً على مصادر أساسية في المكتبة الفارسية، بالإضافة إلى آثار الرومي «المثنوي»، و«شمس تبريز»، إلا أنه لم يمط اللثام عن الشكوك التي انتابت بعضهم بطبيعة هذه العلاقة. هل هي روحية خالصة؟


الرحلة التي بدأت من مدينة بلخ الأفغانية انتهت في مدينة قونية التركية، فكان على جلال الدين أن يكمل مسيرة والده، بعد وفاته، في الوعظ والإرشاد، خاضعاً لتعاليم برهان الدين الترمذي، أحد مريدي الأب. وسوف ينصحه بأن يكمل تحصيله في فروع علوم ذلك العصر، فسافر إلى حلب، ثم أكمل طريقه إلى دمشق، وأقام فيها نحو أربع سنوات. وفي هذه المدينة ظفر بلقاء محيي الدين بن عربي، ثم عاد مجدّداً إلى قونية، محمّلاً بعطر هذه المدينة «أنا عاشق ومندهش ومجنون بدمشق».


الانعطافة الكبرى في حياة «إمام متمرّدي العشق» حدثت لحظة تعرّفه إلى شمس، ولحظة فراقه. هو سيعيش انقلاباً جذريّاً في منهجه العرفاني، وانتقاله من دروس الفقه إلى نشوة السماع، وطواف البدن، في ما سيُعرف بالمولوية، أو «رقصة الدرويش». الرقصة التي ستجوب الآفاق، كأعلى مراتب العشق الإلهي والانجذاب الصوفي. ولكن ما مصير شمس التبريزي الذي ترك مريده معلّقاً في فضاء الوجد؟ لقد توارى عن الأنظار نهائياً، وفقاً لما يقوله هذا الباحث الإيراني،

ينفي مولانا كل التهم التي لحقت بمعلّمه، واصفاً إياه بأنه «مظهر لكمال الإنسانية»، و «وطن للروح»، و «دائي ودوائي»، وبدا إسرافه في غزليات «شمس تبريز» نوعاً من عرفانية جديدة، قادته إلى مدارج الكمال، إذ تغدو «الكائنات كلها إقليم العشق». هكذا صنع شمس في حضوره وفي غيابه من مريده عاشقاً ثائراً، وراقصاً محلّقاً في منطقة اللاجاذبية، ذلك أن «غاية السماع، تذكُّر المعشوق» من دون أن نهمل فكرة جوهرية، هي لبّ فلسفة التبريزي، وقد أودعها ذاكرة المريد، بقوله إنّ التجربة الحسيّة والمنهج العقلي هما الطريق إلى الحقيقة.

الأحد، 23 أكتوبر 2022

من لقاء جسور البيضاء - الهشاشة النفسية لإسماعيل عرفة

 

من لقاء جسور البيضاء - الهشاشة النفسية لإسماعيل عرفة


إلتأمت جسور القراءة بمدينة الدار البيضاء، يوم السبت 22 أكتوبر 2022،  في لقاء جديد لمناقشة كتاب "الهشاشة النفسية" للكاتب المصري "إسماعيل عرفة"، الكتاب الذي صدر عام 2020، عن مركز "الدلائل" السعودي والمؤلف من 199 صفحة.


   يناقش الدكتور إسماعيل عرفة في كتابه  مشكلة الهشاشة النفسية بالدراسة من عدة نواحٍ: مظاهرها، وأسبابها، ومقترحات عملية للتغلب عليها. يعتبر الكتاب محاولة لتوضيح هذا الداء في جيل زي/z  (مواليد 1997 وما بعده) كما ذكر، و‏يتكون من مقدمة، وثمانية فصول، ثم خاتمة، وكل فصل منه يتناول استعراضًا موجزًا للمشكلة من زاوية منفصلة ثم محاولة إيجاد حلول مقترحة لها.

إحدى نتائج هشاشتنا النفسية هي أننا نقوم أحيانًا بتضخيم أي مشكلة تظهر في حياتنا إلى درجة تصويرها ككارثة وجودية، في عملية تسمى في علم النفس بـ"Pain catastrophizing". يقول :

"هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوع المشكلة، وتظل تصفها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة، فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك، ثم ماذا؟ ثم تغرق في الشعور بالتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل، وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تمامًا، وتستسلم لألمك، وتنهار حياتك كلها بسبب هذه المشكلة".


الفصل الأول عنونه الكاتب بـ"جيل رقائق الثلج"، ويوضح من خلاله ماذا يقصد بمصطلح "الهشاشة"، وذلك بتشبيه الجيل الحالي برقائق الثلج، لسرعة انهياره ولتعزز قيمة الفردانية فيه. وشرح بأمثلة واقعية كيف أن الدلال المفرط أسهم بشدة في تشويه نفسية هذه الفئة،‏ ويقول إننا "أمام جيل غير ناضج يرفض أن يكبر ويتحمل مسؤولياته، يتحطم سريعًا في العشرينيات، يميل لتهويل المشاكل البسيطة وتضخيم الألم لجذب التعاطف". ‏فمن المفارقات التي ذكرها، أن مرحلة المراهقة الآن تتأخر وتمتد حتى عمر 25 بدلًا من 18، كما في الأجيال السابقة، ونصح بتعزيز دور التربية، لتحصيل المزيد من النضج.


في الفصل الثاني المعنون بـ"هوس الطب النفسي"، ينتقد الكاتب السعي المفرط وراء المعالجين النفسيين كثقافة عامة (موضة) عند أبسط الصدمات، في حين أن هذه الصدمات في الحقيقة هي جزء من تكوين الحياة. ‏ويشير إلى أن للجسم البشري طريقته في التعامل والتكيف مع الضغوط، كالبوح، واللعب، والمشي، والأكل، وأن الأدوية تمنع هذا الاتزان الطبيعي، إلى جانب مساوئ استخدامها على المدى البعيد. و‏قدم عدة حلول لتجاوز الفترات السلبية التي يعاني منها المرء في مرحلة ما، كاللجوء إلى العلاقات الاجتماعية القوية، وملء الفراغ، وعدم اللجوء للأطباء النفسيين إلا بعد فترة طويلة، مع ترك مساحة للنفس لمعالجة مشاعرها بنفسها.

في الفصل الثالث، وهو "الفراغ العاطفي أم الفراغ الوجودي"، يوضح الكاتب أن الفراغ العاطفي ينشأ من عدة عوامل، أهمها وهن شبكات القرابة، وتأخر سن الزواج، وضعف الروابط الإنسانية، ودور الإعلام في تجسيد العلاقة بين الجنسين بتكثيف التطرق إلى الحب والرومانسية.


وفي الفصل الرابع، "السوشيال ميديا أصل كل الشرور"، يناقش مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي،‏ وأهمها أنها تعزز النرجسية، أي أن الجميع صار يدور حول نفسه ويسعى لتضخيم ذاته، ويظهر هذا بوضوح في تنافس على جمع "اللايكات" والتفاعل الإيجابي، ثم الخوف من النقد، فلا أحد يريد أن يخسر أحدًا، ما يؤدي إلى تمييع الأفكار والمعتقدات لتصبح "أفكارًا من ورق"، حسب تعبيره، أي أنها قابلة للتحوير على مقاس الجمهور وقت ما استدعى الأمر. وأيضًا هوس التصفح والسعي وراء كل ما هو جديد، والبحث عن الإثارة وفقدان التركيز العميق.


وانتقل في الفصل الخامس إلى عنوان "لا تحكم على الآخرين"، ومن بعده فصل "مشاعرك أسوأ حَكم في حياتك"، ليصل إلى الفصل السابع بعنوان “مخدرات الشغف". وختم الفصل الأخير بعنوان "مفتاح النجاة: أنا مريض نفسي إذن أنا أفعل ما أريد"، وفيه حذر المؤلف فيه من موجة التساهل مع الإجرام بحجة مراعاة الحالة النفسية، لتصبح الحالة النفسية مبررًا لفعل كل شخص ما يريد دون رقابة أو محاسبة، فهناك فرق شاسع بين المرض النفسي و"النفسية المريضة".


إسماعيل عرفة صيدلاني ومؤلف مصري مهتم بقضايا الفكر والاجتماع، تخرج في كلية الصيدلة بجامعة "الاسكندرية" عام 2018، وله العديد من الكتب المنشورة و التقارير، ويعمل كباحث ومترجم، من بينها كتاب « لماذا نحن هنا؟ » وكتاب « عصر الأنا ».

الاثنين، 17 أكتوبر 2022

جسور الرباط في بحث عن المعنى مع الدكتور فيكتور فرانكل


جسور الرباط في بحث عن المعنى مع الدكتور فيكتور فرانكل


 ناقش أعضاء جسور القراءة بالعاصمة الرباط، أمس الأحد بغابة هيلتون، كتاب "الإنسان والبحث عن المعنى" للكاتب النمساوي فيكتور إميل فرانكل "1905 – 1997"، الكتاب الذي صدر سنة 1946، حصد فرانكل 29 دكتوراه فخرية، عن إرث معرفي بلغ 32 كتابا، متداولة بأكثر من 20 لغة.


انطلق النقاش من صعوبة تصنيف الكتاب - الإنسان والبحث عن المعنى -، نظرا لتداخل ثلاثة مجالات معرفية، ما بين السيرة الذاتية للكاتب وأدب السجون وعملية تنظيرية في علم النفس، مع إخلاص صاحبه لمتعة في الأسلوب، قلما تكون في مؤلفات التأصيل والتنظير في علم النفس. فهو كتاب ذوف أفق فكري واسع، يؤسس بذلك لمدرسة ثالثة في علم النفس الحديث، بعد فرويد صاحب مبدأ إرادة اللذة والمتعة، وآدلر بمبدأ إرادة القوة والمكانة، يقدم فرانكل مبدأ "إرادة المعنى".


 نطالع في الكتاب تجربة حياة وقصة ملحمية إنسانية، مدتها ثلاثة أعوام "1942-1945"، قضاها الدكتور فيكتور فرانكل، الطبيب النفسي ورئيس قسم الأعصاب في مستشفى روتشيلد في فيينا، داخل معسكر "آوشويتز"، أحد مراكز الاعتقال التي أنشأتها النازية خلال الحرب العالمية الثانية. مزج فيها الكاتب تفاصيل ما بين التجربة الذاتية، والتحليل النفسي لشخصيات المساجين وتطور حالاتهم النفسية والعقلية، والتأصيل للمبادئ الرئيسة لمذهب العلاج بالمعنى، ثالث مدرسة في علم النفس الحديث. 


يقدم المؤلف تجربته الذاتية نموذجا، حين بحث عن المعنى في قلب المأساة، فلم تستطع سجون النازية أن تنزع منه إنسانيته، ولم تمنعه من الانشغال بإيجاد سبب يحيا من أجله. سرد يمكنه مساعدة الإنسان، حتى يفهم كيف يستطيع أن يوقظ في نفسه الشعور بأنه مسؤول أمام الحياة، مهما بدت ظروفه قاسية. لكل ذلك يخبرك بأنه "في النهاية لا ينبغي للفرد أن يسأل عن معنى حياته، بل لا بد له من الاعتراف بأنه هو من يطلب ذلك المعنى".


ينتصر الكاتب لحرية الإرادة، "الحرية الداخلية لا تفتقد، ضد تيار (الحتمية الشمولية) التي ترى الإنسان مفعولا به على الدوام، تتقاذفه الأمواج النفسية والحياتية، من دون أن يملك تغييرا". "فالإنسان - حسب فرانكل - ليس مشروطا أو محتوم السلوك بصورة كلية، لكنه يقرر نفسه. الإنسان ليس ببساطة أمرا موجودا، بل هو يقرر دائما وجوده الذي سيكون عليه". لذا يطالب بالغوص في عمق الوجود الإنساني، "ويل لمن لا يرى في الحياة معنى، ولا يستشعر هدفا أو غرضا لها، ومن ثم لا يجد قيمة في مواصلة هذه الحياة".


"إن المعاناة تتوقف عن أن تكون معاناة بشكل ما في اللحظة التي تكتسب فيها المعاناة معنى"، نعم هكذا حاول الطبيب النفسي اشتقاق المعنى من اللامعنى بحد التجربة، حتى صارت حياته صراعا بين الأضداد. ففي لحظة ما وجد الدكتور فرانكل - الذي طالما تحمل الإهانات، ورفض أي تمرد حرصا على حياته - معنى في الموت، حين تطوع لمعالجة المصابين بالتيفوس، ويتنقل معهم رغم ما في ذلك من مخاطر، معتبرا أنه "لو مات، وهو يحاول إنقاذهم، فسيكون راضيا عن ميتة لها معنى".

عربي باي