الاثنين، 21 فبراير 2022

حوار لجسور مع القاص والوروائي عبد الواحد استيتو


 حوار لجسور مع القاص الوروائي عبد الواحد استيتو


اتسم عصرنا الحالي بانتشار متزايد للتكنولوجيا، الأمر الذي حتم التأثر بها في كافة مناحي الحياة، ويشكل الأدب صورة من صور حياتنا، فهو المعبر عن آلامنا وآمالنا وأحلامنا، فالأدب هو الجانب الروحي لأي حضارة، كاتِبُنا في هذا الحوار أحدث هذا التلاقي بين الأدب والتكنولوجيا، وأبدع لنا عملا بعنوان "زهرليزا - على بعد ميلمتر واحد"، فنال عبد الواحد استيتو عن طريقها جائزة الإبداع العربي، وتعد أول رواية عربية نشرت فصولها 35 على وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك. حاورته عتيقة  شبيضة.

نرحب بك البداية معانا في جمعية جسور القراءة ، ولك تحية من طاقمها ،يسعدنا التعرف على شخصك الكريم ؟

عبد الواحد استيتو، قاص وروائي من مواليد طنجة سنة 1977، أمتهن الصحافة، لدي إصدارات في القصة والرواية منها: "هروب"، "على بعد ملمتر واحد فقط"، "المتشرد"، "في حضرتهم"...

حصلت على عدة جوائز عربية في القصة والرواية دائما منها: جائزة حائل السعودية، جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، جائزة ديوان العرب المصرية، وجائزة الإبداع الأدبي العربي بدبي.

لكل كاتب طقوسه في الكتابة، ماذا يمكن لك القول عن الأوقات التي تكتب فيها وأي الأماكن تختار؟ وماهي الأجواء المناسبة لك ؟

ليست لدي أجواء معينة بصراحة، ويمكن أن أكتب في مختلف الظروف، لكن إذا رافق الكتابة هدوء وموسيقى صامتة يكون هذا أنسب لي، ولو كان الوقت ليلاً فالمشهد يكون مكتملا.



ماهي الأصناف الأدبية التي يحبذها عبد الواحد ستيتو؟

بصراحة أنا أكتب القصة والرواية، وبالتالي هي الأجناس التي أفضلها، وأفضل على وجه الخصوص الرواية القصيرة أو ما يعرف بـ"النوفيلا". القصة القصيرة أشعر أنها لا تفي بما أريد قوله، والرواية الطويلة لا أملك النّفَــسَ لإكمالها.


حسب تجربتك ككاتب ماهي أهم النصائح التي يمكن تقدمها للكتاب المبتدئين وللذين لهم الرغبة في الكتابة؟

سأجيب من خلال تجربتي، وأقول أن النصيحة الأهم الآن هي استثمار ثورة الإنترنت، وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل إخراج  إبداعاتهم للوجود، وألا يتسرعوا إطلاقا، ولو استطاعوا خوض دورات تدريبية قبل نشر أعمالهم فسيكون أفضل بكثير.

فغالبا ما تصلني كتابات لأشخاص مبتدئين تكون هي أول أعمالهم، ولكنهم يتعاملون معها كأنها روايات لا يشق لها غبار.. أنصح بالتمهل وفي نفس الوقت الذكاء في استثمار ما بين أيديهم.


كيف تري مستقبل الكتابة في الوطن العربي؟

سؤال كبير لست أهلا للإجابة عنه، لكن من وجهة نظري الضيقة المتواضعة أرى أن ثورة الإنترنت خلقت آفاقا مختلفة في هذا الباب، وخلقت جيلا شابا جديدا، فقط نتمنى ألا يسقط في الاستسهال، مقابل جشع بعض دور النشر، لنجد أنفسنا أمام المتردية والنطيحة وما أكل السبع.


كيف يرى عبد الواحد استيتو دور المثقف والكاتب في حل المشكلات الاجتماعية التي نعيشها اليوم؟

الحقيقة أنني أتحسس كثيرا من كلمة مثقف، ولا أدري بالضبط ما المقصود بها. فهي تطلق على الكثيرين دون أن نعرف إن كانوا أهلا لها. فقد نوديتُ بها أنا أيضا في أكثر من مناسبة، علماً أنني روائي فقط، ولا أعدّ نفسي مثقفا إطلاقا.

أما بخصوص أدوار الكاتب، فأظنها كثيرة، أولها على الإطلاق أن يكتب ما يستطيع الجميع أن يقرأه. أظن أن زمن البرج العاجي قد انتهى، وعلى الكاتب أن ينزل أكثر لمجتمعه ويقدم له التسلية الممزوجة بالمعلومة في طبق أدبي.


اطلعنا على أحد نصوصك؟

هذا آخر النصوص القصيرة التي كتبت:
كلماتُ منشوراته كانت تُعرّيها تماما، فلا تدري: أتُعجب بها على هونٍ، أم تدُسُّها في تراب التجاهل؟

عندما تجتمع "الكْليكة" لا يبدو عليه إطلاقا أنه ينتبه إلى أيّ شيء وهو غارق في صمته.. عندما تنظر إليه يبتسم ابتسامةً لا صفراء ولا خضراء ولا حمراء، مجرّد ابتسامة مُعلّبة، يمكن أن توجهها لطفلٍ كما يمكن أن توجّهها لحيوان أليف وحتّى لوردةٍ أو نبتة..

لكن عندما يتفرّق الشمل، تبدأ أصابعه الماهرة العزف على بياض العالم الأزرق، في صواريخ أرض-قلب، تجعلها مكشوفةً تماما أمام مرآة ذاتها..

أتراه يقصدها حقّا؟ وإن لم يكن، فلماذا تنفجر ألغام حروفه في وجهها كلما داست عليها؟

لهذا، قرّرت أن الحلّ هو الهروب ومغادرة العالم الأزرق تماما.. وقبل أن تفعل وجدت آخر منشوراته وقد كتب فيه "الهروب هو أسوأ أنواع المواجهة على الإطلاق"!

"تبّا له".. أطلقت صرختها القوية ثمّ ضربت هاتفها في الحائط ليتحوّل إلى أشلاء.. كأشلاء ذاتها بالضبط!


لمن توجه رسالة عبر كتاباتك؟

أوجه رسالة لجيلي، وللجيل الجديد، لأنني لا أظن أن شيئا سيتغير بدونهم. ما يصنعونه اليوم هو واقع الغد.


حدثنا عن مشاريعك الحالية والمستقبلية؟

حاليا أشتغل على رواية موجهة للفتيان، كما أن فكرة رواية جديدة للكبار بدأت تختمر في ذهني ولا زلت لم أبدأ فيها بعد.


كلمة أخيرة توجهها لجمعية جسور القراءة ؟

أتمنى حقاً أن تبذل كل جهودكم كي تكونوا حقّا اسما على مسمى، وتكونوا "جسراً" للقراءة، وأدعوكم للتركيز على الأطفال واليافعين خصوصا.

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي