جسور القراءة متعة القراءة متعة المشاركة

جسور القراءة متعة القراءة متعة المشاركة


جسور القراءة، جمعية وطنية مدنية تأسست لمدة غير محددة، وتجد سند تأسيسها في الشرعية الدستورية التي يجسدها منطوق الفصل 29 من دستور سنة 2011. وهي جمعية قانونية متمتعة بالشخصية الاعتبارية مستقلة عن كل المؤسسات والمنظمات، وتتكون من عدد من الهياكل التنظيمية التي تسير شؤونها بما يخدم أهدفها.


يرجع تاريخ تأسيس جسور القراءة ليوم 21 أكتوبر 2018، بعد أن انتبه عدد من الشباب المغربي الواعد لما يستدعيه الواقع من ضرورة اتخاذ هذه الخطوة الهامة، فجاء التأسيس وفق ما تستلزمه المقتضيات القانونية. وعلى الرغم من أن مقر الجمعية يقع بملتقى الشباب بحي مولاي رشيد بالدار البيضاء إلا أن جسور القراءة منفتحة على إمكانية التوسع وخيار تأسيس الفروع والنوادي بسائر التراب الوطني للمملكة.


بالرغم من كون الجمعية حديثة العهد، إلا أن بذورها تعود قبل ثلاث سنوات من تأسيسها، فتشكلت اللبنة الأولى عبر الفضاء الافتراضي، ثم شرعت في شكلها الأول بلقاءات وأنشطة في أرض الواقع دون سند قانوني أو إطار هيكلي حينها، فتبلورت الفكرة بعد ثلاث سنوات لتأطير العمل وتنظيمه وفق إطار جمعوي.


تعد جسور القراءة ملتقى لالتقاء طموح القراء لمشاركة معارفهم وشغفهم وحبهم لقراءة ومطالعة الكتب، تعتبر في نظرنا جسر تواصل يربط بين القارئ والكِتاب، أيضا لربط جسور التواصل مع الكُتاب المرموقين، وجسر لمشاركة الاهتمامات القرائية بين القراء أنفسهم. وذلك لتعزيز الارتقاء الفكري والذوق الجمالي لأفرادها وعموم القراء المغاربة.


ووعيا منها بما توفره الوسائل الافتراضية من إمكانات مهمة، فقد اختارت جسور القراءة المزج بين العمل الالكتروني عبر المواقع الافتراضية والعمل الواقعي المباشر بشكل متناغم من شأنه تحقيق النتائج المنشودة.

                           

إن التحولات التي عرفها المجتمع المغربي، وما أفرزته من توجهات عامة، تضع المعرفة في صلب تطوير النسق المجتمعي برمته، لذا فإن أهمية القراءة والمطالعة ما فتئت تزداد، خاصة في عصر المعلومات ومجتمع المعرفة، وبالنظر للرهانات المعقودة على القراءة في تنمية وتأهيل العنصر البشري، فإننا معنيين أكثر بالانخراط في هذه التحولات.


 ترفع جمعية جسور القراءة شعار الارتقاء بفعل القراءة بالمغرب، وقد جعلت على رأس أهدافها العمل على ترسيخ عادة القراءة كفعل يومي لدى الشباب المغربي، انطلاقا من وعيها العميق بأن القراءة مدخل رئيسي لولوج عالم المعرفة الذي هو الرافعة الأساسية لكل تنمية.


تهدف جمعية جسور القراءة إلى تقوية الاهتمام والارتباط بالكتاب تأكيدا على دور القراءة في تطوير المستويات المعرفية والثقافية المختلفة. إذ تروم بذلك تنمية روح المطالعة لدى الناشئة، والتحسيس بأهمية فعل القراءة لدى الشباب، والمساهمة في النهوض بواقع القراءة في المغرب بشكل عام.


تحرص جسور القراءة على دعم المبادرة القرائية الفردية والتربية على العمل الجماعي، والمساهمة في تنمية الوعي العام بضرورة مصاحبة الكتب في الأوساط المجتمعية. كما تعمل جسور القراءة على دعم التثقيف بالنظير والتعلم الجماعي المتبادل عبر الكتاب، إغناءً لمهارات التواصل والاستماع، والأخذ والعطاء، بما يعزز الانفتاح وتقتضيه قيم التشاركية، وتطوير قدرات الابتكار والإبداع للأفراد.


تسعى جسور القراءة إلى تعبئة كل الطاقات والإمكانيات الفردية والجماعية والمؤسساتية من أجل الانخراط الواسع والدائم في العمل على ترسيخ فعل القراءة في كل الفضاءات، من مؤسسات تعليمية بكل أسلاكها، ودور الشباب، والمكتبات العمومية والخاصة، ومختلف الأندية والمخيمات الصيفية، ومراكز الإصلاح، وبشكل فردي. الأمر الذي سيمكن من تحقيق الهدف الأسمى "من أجل مغرب يقرأ".

                           

يحكم عمل الجمعية الالتزام المبدئي بقضية القراءة في بعدها الهادف والإستراتيجي، والاعتماد على روح التعاون والصداقة والتضامن واحترام الرأي، والانفتاح على القيم الإنسانية والكونية في تناغم مع قيم المواطنة، والحرص على تعميق روح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف.


تعتمد جسور القراءة في تحقيق رؤيتها ومجموع أهدافها، على وسائل وآليات متعددة تدور رحاها حول الكتاب، تتحدد هذه الوسائل في فعاليات متنوعة من قبيل عقد الندوات، إلقاء المحاضرات، تنظيم المؤتمرات والورشات والأيام الموضوعاتية، إقامة موائد مستديرة لمناقشة الكتب الهامة، وتنظيم المسابقات للتحفيز على القراءة وكذا الاحتفال بالمناسبات والأيام الخاصة بالكتاب، وغيرها من الوسائل التي تخدم أهداف الجمعية.


جمعية جسور القراءة تستهدف جميع الفئات وخاصة الناشئة والشباب منهم، للاستفادة من أنشطة الجمعية والمساهمة في النهوض بفعل القراءة بالمغرب، في احترام تام للهياكل التنظيمية والمقتضيات القانونية، ووفق منطق التشاركية وعدم الإقصاء والاحترام المتبادل.


تعمل جمعية جسور القراءة على نشر الوعي القرائي لدى مختلف الفئات العمرية، مما يحقق التوسع اللغوي وينمي المعارف ويحفز الذهن، ويشجع على الرقي الفكري لدى الأفراد وفي المجتمع المغربي ككل. والانتقال من منطق التلقين والشحن والإلقاء السلبي الأحادي الجانب، إلى منطق التعلم والتعلم الذاتي، والتفاعل الخلاق بين الكتاب والقارئ، في إطار عملية قوامها اكتساب المعارف اللازمة والقيم، الفردية والجماعية والكونية، وتنمية الحس النقدي وروح المبادرة.


تسعى جسور القراءة لجعل عملية القراءة ذات حضور مركزي في الأوساط الشبابية وإعادة المكانة اللائقة للكتاب في حياة المجتمع، وتكريس الوعي الثقافي في جميع المجالات. كما تعمل على ترسيخ التكامل وإلتقائية الكفاءات الشبابية المتنوعة في مشاربها الفكرية وتخصصاتها المعرفية، نحو مجتمع قارئ ومثقف.

كما نسعى لجعل القراءة ذات بعد استراتيجي في السياسات العمومية للبلاد، وبلورة مخططات على شكل مشاريع قابلة للتنفيذ، عبر مقاربة تشاركية وتكاملية، بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والمقاولات وكل الفاعلين الاجتماعيين في المجال.

             

0 التعليقات :

عربي باي