الأربعاء، 9 مارس 2022

حوار جسور مع المدونة "شيماء المساوي"


حوار جسور مع المدونة "شيماء المساوي"



يعتبر الدافع للكتابة هي تلك الرغبة الملحة لدى كل منا، تدعوه لإخراج شيء من جوفه ومشاركته مع العالم، والأهم هو تزاحم القصص والمشاهد التي لا تنتهي إلا بعملية تفريغها في الورق أو بملف إلكتروني أيا كانت طريقة الكتابة، ضيفتنا في هذا الحوار شابة رسمت لنفسها عالما من الكتابة، عالما تخطه الحروف وتنسجه من خلال الكلمات هي المدونة شيماء المساوي، تحاورها عتيقة شبيضة.

 ع.ش: في البداية نرحبا بك معانا في جمعية جسور القراءة، ولك من طاقمها ألف تحية، يسعدنا التعرف على شخصك الكريم؟  

ش.م: إسمي شيماء المساوي، مغربية وبالضبط من مدينة الحسيمة، أبلغ من العمر عقدان وثلاث سنوات، طالبة بكلية العلوم والتقينات تخصص

 (électronique électrotechnique automatique)


ع.ش: كيف اكتشفت شيماء المساوي موهبتها في الكتابة؟

ش.م: بالنسبة لاكتشاف موهبتي فقد تأخرت نوعا ما في إدراك أنني أملك موهبة تدعى الكتابة، كنتُ أكتب وأنا في عمر الخامسة عشر، حينها لم أكن أدرك أن ما أقوم به هو نوع من المواهب، كنت فقط أشارك الأرواق ما أشعر به، في الحقيقة كانت كتاباتي آنذاك مليئة بالأخطاء اللغوية، كنت فقط أعتمد على ما أتعلمه في المدرسة، لكن شيئا فشيئا صرتُ أطالع الكتب أغلب أوقات فراغي، وقعت في حب اللغة العربية وازداد شغفي تجاه تعلم قواعدها، لجأت بعدها إلى التعلّم الذاتي، فضبطت نوعا ما القواعد المهمة لكتابة نص خال من الأخطاء، وبالمواظبة على القراءة تحسن أسلوبي.


ع.ش: من الذي  شجعك على تنمية وصقل موهبتك في الكتابة؟

ش.م:  بالنسبة للتشجيع، كنتُ أنا أول من أشجع نفسي، وذلك حين تجاوزت ترددي وشاركت أول مرة إحدى خواطري على مواقع التواصل، في الواقع كنتُ خائفة من ألا تنال إعجاب أحد، لكن أذكر أنني تلقيت وقتها تعاليقا لطيفة ومشجعة، وبعدها تلقيت التشجيع من أصدقائي وعائلتي، وكانت إحدى صديقاتي المقربة أكثر من وثق بموهبتي، ولا أنكر أن الكثير والكثير من التشجيع تلقيته من أناس يتابعون صفحتي الآن بحب كبير لما أكتب.


ع.ش: ما الفائدة التي جنيتها  من وراء موهبتك ؟

ش.م: حصلت على شيء عظيم من الكتابة، حصلت على أناس لطيفين ينتظرون بشغف منشوراتي، حصلت على أصدقاء شاركوني لحظات فرحي وحزني رغم البعد الذي بيني وبينهم، حصلت على دعوات صادقة من أشخاص غرباء، تقريبا كل يوم تصلني رسالة بها من الكلمات ما يجعل قلبي يرفرف من الفرح، بعض الرسائل تساهم بشكل كبير في تغيير مزاجي للأحسن.


ع.ش: تخصصك الاكاديمي بعيد عن المجال الأدبي، كيف يخدم موهبتك؟

ش.م: تخصصي الدراسي لا يمت بأي صلة لموهبتي، الكتابة تسمح لي بأن أعيش مشاعري دون حاجتي لتبرير ذلك لأحد، أما تخصصي فهو إحدى المجالات التي لطالما أحببتها، أعرف جيدا كيف أفرق بينهما، لكلّ منهما وقته. 


ع.ش: ما الصعوبات والعوائق التي وجهتها ؟ وكيف تغلبت عليها؟ 

ش.م: في الحقيقة لم أواجه أي صعوبات، فقط كنت أنزعج حين أجد كلماتي قد نسبت لشخص آخر، فكثيرا ما كنت أعاني من السرقة الأديبة، لكن اعتدت بعد ذلك ولم يعد الأمر يهمني لأنني أعرف أنها لي حتى وإن نسبت لشخص غيري.


ع.ش: ما هي المواضيع التي تركز عليها شيماء في كتاباتها؟

ش.م: أركز في أغلب مواضعي على الحب، الفراق، والحزن، لكن أيضا لدي العديد من الكتابات عن الأمل والتفاؤل ومواضيع غيرها، فقط اخترت أن أكتب عما يلامس قلوب الناس، اخترت أن تكون كلماتي مرآة لما لا يستطيع غيري البوح به، الجميع جيدون في التعبير عن الأمل والسعادة، لكن القليل فقط من يستطيع أن يكتب ضعفه ومشاعره الحقيقية للعلن.


ع.ش: علمنا انك تكتبين خواطر وقصص قصيرة... حبذا لو قلت لنا تفاصيل حول ذالك؟

ش.م: بالنسبة للمصادر التي أستمد منها إلهامي، فهي تختلف حسب مزاجي، لكن أغلب الأوقات أكتب حين أشعر أنني أرغب في التعبير عن شيء ما بداخلي، ولا أحتاج حينها لأي نوع من الإلهام، لكن حين أشعر بأنني لا أملك القدر الكافي من الشغف لأكتب ألجأ لقراءة كتاب أو بعض الإقتباسات التي أحتفظ بها في هاتفي، وهذه الطريقة تساعدني في استرجاع شغفي.

لا يوجد وقت محدد لأكتب، لكن لدي عادة أمارسها حين أرغب في الكتابة وهي الإستماع للموسيقى الحزينة، وهذه العادة لا تبعثر تركيزي بل تسمح لي بأن أبدع أكثر، أحيانا أكتب في الحافلة، أكتب في الشارع، في المطبخ وفي أي مكان شعرت فيه أنني بحاجة للكتابة. 


ع.ش: لكل كاتب قدوة في مجاله، بالنسبة لشيماء منْ مِن الأدباء الأكثر تأثرا بهم؟ وأثارت حروفهم اعجابك ؟

ش.م: أنا من الواقعين في حب أسلوب أدهم الشرقاوي وأحلام مستغانمي، أرى أن كليهما مبدعان بطريقة تلامس مشاعري.


ع.ش: هل ستستمرين بمشوارك ودربك هذا؟

ش.م: لم أفكر يوما في التخلي عن الكتابة ولن أفعل، هي نوع من الطمأنينة التي تغمرني بالسعادة.


ع.ش: حتى نتعرف ونتقرب من قلمك، أطلعنا على احد نصوصك؟

ش.م: لقد تعلمت دائما أن أفتخر بأبسط إنجازاتي، أفتخر باستيقاظي الباكر بعد أن اعتدت النوم لوقت متأخر، أفتخر بإنسانيتي التي ما سمحت لي يوما بأن أكون غصة في قلب أحد...أفتخر بمحاولاتي لتحقيق شيء أريده، بتعبي من أجل أحلامي، وأفتخر بفشلي جدا، لولاه ما أدركت طعم النجاح... لستُ كاملة ولا أدعي ذلك، لكني أعتز جدا بكل ما أنا عليه، أفتخر بنفسي التي تجاوزت كل الهزائم بجدارة، بروحي التي لا زالت تنبض بالحياة رغم كل الأزمات التي مرتْ منها...أفتخر بكوني إنسانة وفية في علاقتي، إنسانة لا تدير ظهرها بسهولة، أفتخر بكوني تخطيت ما كان يفوق قدرتي على تحمله، لم يكن الأمر سهلا صدقوني، لكن في الأخير ها أنا لا زلتُ أواصل فعل كل الأشياء التي أحبها بقلب مليء بالحياة...ربما مرت علي فترات ظننتُ فيها أنني لن أستطيع الوقوف مجددا، لكن بفضل الله وبفضلي وقفت مرة أخرى بعزيمة أكبر...كما أنني أفتخر جدا بكل الوقت الذي حاربت فيه بمفردي، أنا فقط من كانت في الصورة، وحدي من كنتُ أقاتل.❣️


ع.ش: هل تفكر شيماء في كتابة نص سردي مطبوع لها، حدثينا عن مشاريعك الحالية  والمسقبلية ؟

ش.م: حاليا قد انتهيت من تأليف كتابي الأول، فقط لا زلتُ أضيف بعض التعديلات كلما اطلعتُ عليه، سأقوم بنشره هذا العام بإذن الله، أما بالنسبة للمستقبل فلدي بعض  المخططات سأحتفظ بها إلى أن تصبح واقعية إن شاء الله.


ع.ش: كلمة أخيرة توجهها شيماء لجمعية جسور القراءة؟

ش.م: أقدم جزيل الشكر والتقدير لجميعة جسور القراءة على هذه الإلتفاتة الرائعة، وأتمنى لها الإستمرارية والدوام.

اعلان 1
اعلان 2

1 التعليقات :

عربي باي