سيرة ابن عربي المتخيلة محور نقاش جسور الرباط

     كان اليوم لجسور القراءة بعاصمة الأنوار، لقاء جديدا لمناقشة رواية رواية جميلة أنيقة، لغتها الأدبية شاعرية، وهي رواية موت صغير، التي حاز عبرها الكاتب السعودي محمد حسن علوان على جائزة "البوكر" لأفضل رواية عربية عن العام 2017. اللقاء الذي يأتي في إطار احتفاء جسور القراءة باليوم الوطني للقراءة، الذي يصادف العاشر ماي من كل سنة.

    تعدّ هذه الرواية سيرة ذاتية غيرية متخيلة تحمل القارئ معها إلى أماكن شعرية تتناسب مع الحالات الروحانية التي عاشتها الشخصية الرئيسة المتمثلة بـمحيي الدين بن عربي، ورحلاته ومواقفه من مفاهيم الحياة والموت والدين. وتشكل عملًا سرديًا جميلًا، بحيث جهد الكاتب على تقديم حياة ورؤية فيلسوف كـ"محيي الدين بن عربي إلى القارئ بطريقة مبسّطة، خالية من تعقيدات الفلسفة ومصطلحاتها التي قد لا يستسيغها غير المتخصصين أو المتابعين لهذا النوع من الدراسات.

    يعيش البطل ابن عربي في الرواية تجربة صوفية تتصف بالعمق والقلق في ظل الأحداث المتخيلة التي يعيشها. ويشدّ رحاله إلى كثيرٍ من الدول، ويلتقي عددًا كبيرًا من الأشخاص، في ظل الحروب التي لا تنتهي. في رحلة بحث عن أوتاده مستجيبا لوصية "فاطمة القرطبية" التي طلبت منه أن يطهر قلبه. وكانت هذه الصفة هي أحد محاور الرواية وحبكتها، البحث الذي استمر من بداية الرواية إلى خاتمتها.

    رحلة بحث جاب من خلالها إبن عربي بلدان مختلفة، من غرب الأندلس إلى شرق آذربيجان، مرورًا بكل من المغرب ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا، بحثًا عن العلم والمعرفة وشيوخ طريقته، أو كما وصفهم علوان بـ"الأوتاد"، عن أعلام الصوفية، وعلمه، وتلامذته، وحروبه الشخصية، ورحلاته وأسفاره، والترحال وعن علاقاته ب‍الملوك والأمراء والحكام، والمتصوفة، ورجال الدين والفلاسفة، وصولًا إلى شيخوخته، فنهاية حياته في دمشق، اختتم اللقاء بزيارة لمعرض الكتب المستعملة بالرباط