الأحد، 12 يونيو 2022

رواية أولاد حارتنا موضوع لقاء جسور بالدار البيضاء

 

رواية أولاد حارتنا موضوع لقاء جسور بالبيضاء


تضرب جسور القراءة بمدينة الدار البيضاء، للقراء وعشاق الأدب المصري، موعدا جديداً لمناقشة رواية أولاد حارتنا للاديب المصري نجيب محفوظ، وذلك يوم الأحد 19 يونيو 2022، بالمركز الثقافي المدينة القديمة بفصاء كنيسة لابوينا فونتورا، ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال.

تعدُّ رواية أولاد حارتنا واحدة من أهم مؤلفات الكاتب والروائي المصري الشهير نجيب محفوظ والحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1988م، نشرت الرواية لأول مرة في عام 1950م على شكل سلسلة من الحلقات في جريدة الأهرام المصرية ولكنَّ حلقاتها تلك لم تكتمل، إذ لاقت ردود فعل قوية وعنيفة ومُنِعت من إكمال حلقاتها في الجريدة، كما منِعت من النشر في جمهورية مصر بشكل كامل، وبقيت كذلك حتى نشرت كاملة في عام 1967م في بيروت، وقد تمَّ التنويه بها عندما منِح نجيب محفوظ جائزة نوبل إذ كانت من أربع روايات استحقَّت الجائزة.


الرواية تُعالج بحث الإنسان الأزلي عن القيم الروحية، فآدم وحواء وموسى وعيسى ومحمد، بالإضافة إلى العالم المحدث يظهرون في تخفٍّ طفيف، وقد رفض نجيب محفوظ نشرها في مصر لأنَّه قطع وعدًا لمندوب رئيس مصر جمال عبد الناصر السيد كمال أبو المجد بعدم نشرها في مصر، وأصر على أن يفي بذلك الوعد، وقد ترجمت الرواية إلى العديد من اللغات العالمية منها الإنجليزية والفرنسية، وهي من الروايات الضخمة إذ إنّها تبلغ 600 صفحة.

يبدو واضحًا جليًّا أنَّ نجيب محفوظ قد كتب رواية أولاد حارتنا اعتمادًا على قصة الخلق حسب ما وردت في الكتب السماوية وما تبعها من أحداث، وكان متأثرًا بشكل كبير بقصص الأنبياء عليهم السلام، فقد أشار كثيرون إلى أنَّ البيت الكبير هو السماء والحارة هي الأرض، والجبلاوي يمثِّل في صفاته شخصية الإله العظيم، وأدهم يرمز للنبيِّ آدم -عليه السلام- والذي خلقه الله تعالى من طين وفضله على الملائكة، وإدريس الذي هو إبليس في قصة الخلق يرفض تفضيل أخيه عليه فيُطرد من البيت في تطابق كبير يين القصتين، وكذلك خروج أدهم من البيت الكبير يعبِّر عن خروج آدم من الجنة بعد أن وسوس له إبليس كما فعل إدريس وحرض أدهم على مخالفة أوامر الجبلاوي.

أمَّا الأحياء الثلاثة التي نشأت في الحارة فهي أصحاب الديانات السماوية الثلاث، وجبل هو موسى -عليه السلام- الذي خاطبه الله عند جبل الطور، ورفاعة هو عيسى -عليه السلام- والذي رفعه الله إليه كما فعل الجبلاوي وأعاد رفاعة إليه في البيت الكبير، وأمَّا قاسم فهو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيثُ يتشابه معه في صفات كثيرة، منها أنَّه يعمل في رعي الأغنام عند امرأة من الحارة وتزوج نساء كثيرات، وأمَّا عرفة فهو العلم الذي استطاع في النهاية أن يشغل الناس ويقنعهم بانتهاء دور الأسطورة التي كان أهل الحارة يؤمنون بها، وقد فسر البعض أنَّ ذلك في إشارة إلى انتصار العلم أخيرًا.
كل ما سلف خلق الجدل حول رواية أولاد حارتنا، السبب وراء تعرُّض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال، منذ بداية نشر رواية أولاد حارتنا على شكل حلقات لاقت ردود فعل عنيفة وقوية، فقد أدَّى تناول محفوظ للمواضيع الوجودية الكبيرة إلى توظيف قصة الخلق وقصص الأنبياء للتعبير عن الظلم الذي يلحق بالبشر على مرِّ العصور، فقد كتبها بأسلوب رمزي يختلف عن أسلوبه الواقعي الذي كان يعتمد سابقًا، حتَّى أنَّه وصف الرواية بقوله: "فهي لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة كما اعتدت في أعمالي قبلها، بل هي أقرب إلى النظرة الكونية الإنسانية العامة".

غير أنَّ كثيرين اعتبروا ذلك تناول للذات الإلهية إذ يشير فيه إلى ظلم إلهي يلحق بالضعفاء والتعساء من البشر، وفيه استهزاء بالأنبياء والملائكة وبقصصهم التي وردت في القرآن الكريم، لذلك تمَّ تكفيره محفوظ واتُّهم بالإلحاد والزندقة بسببها.[

رغم أنَّ محفوظ استوحى قصص الأنبياء، لكنَّه أشار إلى أنَّه لم يكن الهدف عرض حياة الأنبياء في رواية، وإنما الغاية توظيف تلك القصص في تصوير تطلُّع البشر والإنسانية إلى القيم العليا من سعادة وعدل وحق وهي القيم التي كان يسعى إليها الأنبياء جميعهم، لكن ذلك لم يمنع من أن يتلقَّى تهديدات كثيرة بالقتل ومن مهاجمة شيوخ الأزهر له وتكفيره، لكن الأزمة انتهت في تلك الفترة واشتعلت بعد حصول الكاتب على جائزة نوبل،، إلى أن تعرَّض بسبب ذلك لمحاولة اغتيال عندما طعن في عنقه من قبل شابين عام 1994م، لاعتقادهما بأنّه كافر يجب قتله، لكنَّه نجا من تلك المحاولة، وبقي الجدل دائرًا حول الرواية.

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي