الخميس، 1 مايو 2025

الدبلوماسية الموازية عند نقابة الاتحاد المغربي للشغل

الدبلوماسية الموازية عند نقابة الاتحاد المغربي للشغل


عبدالله أطويل 



احتفلت الشغيلة المغربية بعيدها الأممي الذي يصادف يومه فاتح ماي، احتفال سنة 2025 جاء ضمن سياق اجتماعي واقتصادي غير مسبوق. وسط زخم الخطابات النقابية والعنتريات الشعرية لنقابات الاحزاب، اعتلت منصة هذه المشاهد احتفالات نقابة الاتحاد المغربي للشغل باعتباره أعرق وأكبر صرح نقابي بالمغرب، بدا من خلال كلمة الأمين العام لنقابة UMT، أن هذه النقابة متشبتة وثابتة على مبادئها التاريخية والخالدة في دروب النضال والدفاع المستميث عن حقوق الشغيلة المغربية، والتمترس ضد الاجهاز عن مكتسباتهم.

إذا ما قمنا بقراءة تحليلية لفحوى كلمة السيد الميلودي مخاريق الأمين العام لهذه المركزية النقابية، الذي استهل كلمته بتأكيد ثبات نقابته على عقيدتها الأزلية في الدفاع عن الطبقة العاملة، كما أشار إلى تزامن احتفالات هذه السنة مع الذكرى السبعين لميلاد نقابة الاتحاد المغربي للشغل. الزعيم النقابي خلال كلمته جدد رفضه لقانون الإضراب المصادق عليه مؤخرا، كل الممارسات الرجعية من الحكومة في محاولاتها المتكررة لترويض العمل النقابي وخلق سياسات تكبيلية، أما عن سياق الوضع الاجتماعي بالبلاد، فإن بيان نقابة "اليومتي" أكد على ضرورة تدبير الحكومة لهذا الوضع وايجاد حلول ناجعة، عوض التلكؤ ونهج سياسة النعامة او تقديم العربة على الحصان. مقدما أرقاما صادمة عن نسب البطالة، خصوصا في صفوف فئة الشباب، حيث قيل في رواية البيان أن 50 بالمائة من الشباب بين 15 و 24 سنة يعانون من البطالة. كما أكد الأمين العام التاريخي لهذه النقابة أن الوضع الاجتماعي والعدالة الضريبية والهشاشة والفقر وتعميم الحماية الاجتماعية وبرامج الدعم، كلها تحديات على الحكومة العمل بشكل جاد لحلحلتها، داعيا إلى ضرورة الرفع من الحد الأدنى للأجور بما يتلائم مع الغلاء المتزايد في المعيشة والارتفاع الصاروخي في الأسعار. 


ضمن طيات مقالنا هذا، ومن باب العرفان والنظر للنصف المملوء من الكأس قبل الفارغ منه، لابد أن نعطي لزيد ما لزيد ولعمر ما لعمر. وبهذا، ومن هنا سنشير بالمبتدأ والخبر إلى نقطة هامة كانت ضمن كلمة الأمين العام لأم النقابات، حين تحدث عن دور الاتحاد المغربي للشغل على الصعيد الدولي، وهذا امر غاية في الأهمية، سندرجه ضمن خانة الدبلوماسية الموازية، إذ كان الاتحاد المغربي للشغل عبر التاريخ يتسم بموقف قوي باعتباره عضو بارز بالاتحاد الدولي للنقابات، وهذا أمر جعله في أكثر من مرة يترافع دوليا خصوصا عندما يتعلق الأمر بملف الصحراء المغربية، ففي أحايين كثيرة، كانت النقابة تفتح فتوحات دبلوماسية دولية وبمناطق جيوسياسية صعبة، عجزت عن سبر أغوارها الأحزاب والحكومات. 


لو نسينا شيء، فلن ننسى أن كلمة الأمين العام لنقابة "اليومتي" استحضرت إلى جانب القضية الوطنية الأولى، استحضرت القضية الفلسطينية، ولعلها قضية تبنتها هذه النقابة مند تأسيسها قبيل استقلال المغرب. حيث كانت القضية الفلسطينية ولازالت إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. كما رفرف العلم الفلسطيني الأبيّ في سماء شارع الجيش الملكي إلى جانب العلم المغربي وشعارات نقابة الاتحاد المغربي للشغل ويافطات كل الجامعات العمالية المنضويات تحت لوائه. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فسنذكر هنا سهر الاتحاد المغربي للشغل على تنظيم الاحتفال بكل ربوع الوطن، وجل المدن الصحراوية المغربية بل حتى بمعبر الكركارات. وهو أكبر رد عن من، شكك بالأمس في وطنية هذه النقابة لمجرد انسحاب فريقها من احدى جلسات مجلس المستشارين ورفضه الخوض مع الخائضين في تمرير قانون الإضراب الموصوف في قاموس هذه النقابة بالقانون "اللقيط" و "المولود الغير الشرعي"، لتعارضه والحق الدستوري في ممارسة الإضراب والفعل النقابي.

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي