في إطار مد جسور التواصل مع الكتاب، نظمت جسور القراءة مساء امس الأحد لقاء أدبي، جمع كل من الكاتبين ابراهيم حريري والكاتب الشاب مهدي حبشي، في مناقشة عملهما رواية أحلام ورواية وجوه ينوس على التوالي.
الروايتين تتميزان بمناقشتهما للجوانب السياسية بعمق إنساني، يحد فيهما كل قارئ ذاته من خلال الشخصيات التي تسبر أغوار الرواية.
مهدي حبشي الذي ناقش من خلال روايته وجوه ينوس قضية مسكوت عنها من خلال مسار شخصية فاطم الجرموني التي تصبح أول امرأة على رأس الحكومة في تاريخ المغرب. الأمر الذي أثار حفيظة تنظيم “داعش” -كما أكد الكاتب أن داعش هي فكرة تتجسد في عدد من الافكار الراسخة في المجتمع قبل أن تصير تنظيما دينيا-، لتصبح القضية في نظر التنظيم الارهابي خرقا سافرا للشريعة الإسلامية التي تنكر على النساء حق “ولاية أمر المسلمين”، فيفتي التنظيم بقتلها ويهدد باجتياح المملكة بضربات إرهابية عنيفة في حال انتخابها. وحتى يتم هذا المخطط الإرهابي الخطير ظل رهين، لسبب غامض، وفق حكي الرواية، باستقطاب الشاب “صلاح” إلى الخلية الداعشية، على الرغم ذالك الطالب الجامعي الذي يعمل في أوقات فراغه نادلا في منتجع سياحي، حيث سيسعى لإحياء “دولة الخلافة” الداعشية فوق الأراضي المغربية.
في حين ان رواية أحلام للكاتب ابراهيم حريري تروي لنا بلغة بديعة وحبكة متقنة قصة السجين الطيار المغربي محمد بن صالح، الذي أُسقطت طائرته في حرب الرمال وتم اعتقاله، وظل لما يقارب خمسا وعشرين سنة قابعا في معتقل البوليساريو في الصحراء. في جانب آخر تسرد لنا الرواية محاولة ابنته أحلام في معرفة مصير أبيها والدور الذي لعبته في تحرير الأب الذي غيبه عنها الاعتقال منذ نعومة أظافرها، وهي التي رفضت بمعية أمها رغم طول سنين غياب محمد بن صالح قبول قبول فكرة موته.
مساحات الروايتين واسعتين لا يسعنا ذكرها، اللقاء أيضا كشف لنا جوانب عن حياة الكتابة لكل من ابراهيم حريري ومهدي حبشي، الذين تقاسما معنا تجربتهم وأفكارهم بكل رحابة صدر مجيبين على أسئلتنا التي تعددت فيها زوايا النظر وتقاطعت فيها سبلنا لكشف أغوار الرواية من جهة كشف الجوانب الحياتية للكاتبين من جهة ثانية.
تجدر الاشارة الى أن اللقاء الأدبي نظم بالمركز الثقافي بفضاء كنيسة لابوينا بالمدينة القديمة بالدار البيضاء.
0 التعليقات :
إرسال تعليق