الأربعاء، 10 مايو 2023

اليوم الوطني للقراءة - بيان

 

بيان اليوم الوطني للقراءة



     بالرغم من المكانة التي تحتلها القراءة، فقد عرفت دوما انعطافات طوحت بحضورها الرمزي إلى التواري والخفوت، وظل هذا الحضور يعرف انحساراً تفاقم في العصور الأخيرة لعدة عوامل متداخلة، سمتها البارزة التطور التكنولوجي السريع الذي تعشيه حضارة اليوم، والتي فرضت بدائل أخرى عن القراءة العادية، إذ من الكتاب الورقي تم الانتقال إلى الكتاب الإلكتروني، ومن المعرفة المتدرجة إلى الاجتياح المعلوماتي.

 

    وقد عمق هذا التحول أيضا الانتقال إلى ثقافة الاستهلاك السريع على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، مما أفرز ظاهرة العزوف عن القراءة كرهان لتنمية الإنسان وترسيخ نسقه القيمي بما يمكنه من البناء الوجداني والروحي، فقد صارت القراءة في ظل هذه المتغيرات قراءة نفعية وظيفية، خاضعة لمنطق الاستهلاك المادي.

 

    ظلت للقراءة مكانة متميزة عبر العصور، ويمكن اعتبارها أهم اكتشاف بشري، فبواسطته تغير تاريخ الإنسانية جمعاء، بل عن طريق القراءة امتلك الإنسان القدرة على الارتقاء بإنسانيته والسمو بها، إذ منذ بدأ الكائن البشري يقرأ شرع في امتلاك العالم،وجعل من اللغة بما هي أداة للقراءة أخطر وأنجع سلاح خاض به القارئ صراعه الأزلي مع الوجود.

 

    إن هذا الوضع يدفع إلى تأمل المآل الذي ينتظر الإنسان كرأسمال معنوي لكل تنمية، إذ لا يمكن الرهان على بناء الإنسان في غياب الاعتماد على المعرفة المرتبطة عضويا بفعل القراءة، تأسيسا على ما سبق ونحن نحتفي اليوم باليوم الوطني للقراءة الذي يصادف العاشر ماي من كل عام، فإننا في جسور القراءة ندعوا إلى :

 

        - إعادة موضعة سؤال القراءة بالمغرب في سياق منتج لأجوبة وحلول للرفع التدريجي من نسبة المقروئية لدى عموم المواطنين،

 

        - التفكير في بلورة استراتيجية وطنية للنهوض بالقراءة العمومية بالمغرب، والرهان على مجتمع المعرفة لرد الاعتبار للقراءة ضمن سياق سؤال التنمية،

 

        - جعل المدرسة كمجال لبناء الإنسان باعتبارها مشتلا لاستنباث العادة والرغبة في القراءة لدى الناشئة/جيل المستقبل.


أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنَى سَرجُ سابِحٍ

وخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كتـــــابُ

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي